هنري سيجودو: من الفقر في لوس أنجلوس إلى قمة الفنون القتالية

عبرت نيللي ريكو الحدود من المكسيك إلى الولايات المتحدة مع حلم كبير، وكان هدفها أن تُنجِب بطلًا سيُحدث فرقًا في العالم.
في مدينة لوس أنجلوس، التي أصبحت مأوى لها ولعائلتها، بدأت رحلة هنري سيجودو، البطل الأولمبي والمقاتل الأسطوري في UFC.
واجهت نيللي صعوبات هائلة، كانت تعمل ما يصل إلى ثلاث وظائف يوميًا لتربية أطفالها السبعة، بينما كان زوجها غائبًا ومدمنًا على الكحول.
عاشت العائلة في فقر شديد، ولم يكن هناك سوى وجبة واحدة في اليوم، حتى بيئة منزلهم كانت بعيدة عن أي فكرة للاستقرار أو الراحة، مع تنقلاتهم بين المقطورات والكبائن في الضواحي.
لكن هذه التحديات لم تمنع هنري من اكتشاف حلمه، مع مرور الوقت، بدأ يلتقط إشارات أمه ويشعر بالمرونة التي غرستها في داخله، ما ألهمه للانطلاق في عالم المصارعة.
بعد فترة معاناة في لوس أنجلوس ونيو مكسيكو، استقرت العائلة في فينيكس حيث اكتشف هنري المصارعة اليونانية الرومانية، التي أثارت إعجابه وأثرت في مسار حياته الرياضية.
في المدرسة الثانوية، لفت هنري الأنظار في المصارعة، وحصل على ميداليتين ذهبيتين، وجائزة مصارع العام في 2006.
قرر ترك العروض الجامعية لينضم إلى الفريق الوطني الأمريكي للمصارعة في كولورادو، حيث بدأ حلمه الأولمبي في الظهور.
وفي دورة الألعاب الأولمبية 2008 في بكين، حقق هنري سيجودو إنجازًا تاريخيًا بفوزه بالميدالية الذهبية في وزن 121 رطلاً بعد معركة مثيرة ضد المصارع الياباني توموهيرو ماتسوناغا.
هذا النصر وضعه في قائمة الرياضيين الأكثر تألقًا وأصبح رمزا للكفاح والنجاح، تجسيدًا لحلم المهاجرين الذين يعبرون الحدود بحثًا عن مستقبل أفضل.
لكن بعد هذا الإنجاز الكبير، واجه هنري تحديًا آخر، بعد خسارته في التصفيات الأولمبية 2012، قرر ترك المصارعة.
وفي عام 2013، أعلن عن دخوله إلى عالم فنون القتال المختلطة (MMA)، ليبدأ مسيرة جديدة بعد سنوات من التفكير والبحث عن القمة.
سرعان ما أثبت هنري سيجودو قدراته في MMA، فاز بستة انتصارات متتالية في منظمات مختلفة مثل WFF وLegacy FC، ما جذب انتباه UFC، التي قدمت له فرصة دخول المثمن.
بعد انتصارين في UFC، أصبح هنري خصمًا خطرًا في فئة وزن الذبابة، حيث واجه "مايتي ماوس" ديمتريوس جونسون، وحقق انتصارًا تاريخيًا ليتوج بطلًا جديدًا في القسم.
سار هنري على نفس الطريق مع فوزه بالميدالية الذهبية في UFC، حيث أصبح بطل العالم في وزنين مختلفين، وزن الذبابة ووزن الديك، ليكتسب لقب "Triple C" بعد انتصاره على مارلون مورايس.
ولكن في عام 2020، أعلن هنري اعتزاله بعد فوزه على دومينيك كروز، ليغلق فصلاً ويبدأ آخر مع عائلته.
ومع ذلك، عاد هنري في عام 2023، رغم خسارته المتتالية أمام ألجامين ستيرلينج وميراب دفاليشفيلي.
الآن، يواجه هنري تحديًا جديدًا ضد سونغ يادونغ في UFC، في خطوة أخرى من مسيرته المذهلة التي بدأت بحلم صغير في قلب لوس أنجلوس، والتي تمثل رحلة الكفاح والمثابرة والعودة إلى القمة.