الليلة التي أسكت فيها هنري ملعب البرنابيو

سيلتقي ريال مدريد وآرسنال مساء اليوم على ملعب سانتياغو برنابيو في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث يسعى الفريق الأبيض لتعويض خسارته 3-0 في مباراة الذهاب في لندن.
ستكون هذه المباراة فرصة لريال مدريد للاستمتاع بليلة سحرية أخرى على ملعبه، وهو الملعب الذي شهد العديد من اللحظات التاريخية.
في المقابل، سيحاول آرسنال، بقيادة مدربه ميكيل أرتيتا، البناء على النتيجة الجيدة التي حققها في لندن والعمل على إقصاء ريال مدريد للمرة الثانية في تاريخه في البرنابيو.
تاريخياً، يمكن لأرسنال أن يتطلع إلى ذكرى سابقة له في ملعب سانتياغو برنابيو، حيث سبق له أن أقصى ريال مدريد في 2006 في دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا.
في ذلك الوقت، دخل ريال مدريد المباراة بصفته الفريق المفضل بوجود لاعبين نجوم مثل زين الدين زيدان، ورونالدو نازاريو، وراؤول جونزاليس، وديفيد بيكهام.
ولكن آرسنال كان يمر بموسم صعب في الدوري الإنجليزي ولم يكن يعتمد على لاعبيه الأساسيين مثل سول كامبل وأشلي كول، اللذين غابا بسبب الإصابات.
رغم هذه الظروف الصعبة، قدم آرسنال أداءً تكتيكيًا رائعًا، وكان تييري هنري هو نجم تلك الليلة.
في المباراة التي أقيمت في 26 فبراير 2006 على البرنابيو، لم تكن الفرص وفيرة في الشوط الأول، ولكن في الشوط الثاني، ضرب الفريق اللندني بقوة.
في الدقيقة 47، استلم هنري الكرة في وسط الملعب بعد تمريرة سيئة من رونالدو نازاريو، ليبدأ جولة رائعة ترك خلالها العديد من لاعبي ريال مدريد خلفه.
وتجاوز هنري سيرجيو راموس الذي حاول إيقافه، وبتقنيات عالية، مرر الكرة ببراعة إلى المرمى ليسجل هدفًا رائعًا بقدمه اليسرى أمام حارس مرمى ريال مدريد، إيكر كاسياس.
كان هذا الهدف الوحيد في المباراة، والذي جعل آرسنال يخرج فائزًا 1-0.
على الرغم من أن مباراة الإياب في هايبري انتهت بالتعادل السلبي، إلا أن هذا التعادل كان كافيًا لضمان تأهل آرسنال إلى ربع النهائي، حيث واصل مسيرته في البطولة وصولًا إلى النهائي.
في النهائي، واجه الفريق اللندني برشلونة، لكنه خسر في نهاية المطاف ليحصد المركز الثاني.
تلك الليلة في البرنابيو كانت نقطة تحول تاريخية في مسيرة آرسنال في دوري الأبطال، ولعلها تظل في ذاكرة مشجعيه كأحد أفضل الإنجازات في تاريخ النادي.
اليوم، يعود آرسنال إلى البرنابيو، ولكن هذه المرة بهدف آخر: الحفاظ على تقدمه في الإياب وتأمين مكانه في نصف النهائي، على أمل أن يكرر الإنجاز التاريخي.