قصة صعود أسطورية: جيمي فاردي، الرجل الذي هزم التوقعات

يتحدث المدربون وزملاء الفريق عن رحلة جيمي فاردي الاستثنائية، المهاجم الذي صعد من أدنى درجات كرة القدم الإنجليزية ليصبح رمزًا في الدوري الإنجليزي الممتاز.
بدأت قصة فاردي عندما استُغني عنه من شيفيلد وينزداي، ليعمل في مصنع لألياف الكربون ويخوض مباريات مع فريق ستوكسبريدج بارك ستيلز مقابل 30 جنيهًا إسترلينيًا في المباراة.
في تلك الفترة، ارتدى سوارًا إلكترونيًا نتيجة إدانة جنائية، وكان مجبرًا على مغادرة الملعب قبل السادسة مساء لتجنب خرق حظر التجول.
لاحقًا، لفت الأنظار مع هاليفاكس، ثم فليتوود تاون، لينتقل بعدها إلى ليستر سيتي عام 2012 في صفقة قياسية للاعب من خارج الدوري مقابل مليون جنيه إسترليني.
ورغم بدايته المتعثرة في ليستر، إلا أن فاردي أثبت جدارته، وتحوّل إلى أحد أبرز المهاجمين في تاريخ النادي.
نجم بأسلوبه الخاص
فاردي، الذي سيخوض مباراته الـ500 والأخيرة مع ليستر هذا الأسبوع، يسعى لتسجيل هدفه الـ200 مع الفريق.
رحلته من لاعب في الدرجة الثامنة إلى هداف الدوري الممتاز ألهمت نتفليكس لإنتاج فيلم وثائقي عن حياته.
اشتهر بتسجيله في 11 مباراة متتالية، محطمًا رقم رود فان نيستلروي، وهو إنجاز جعله يدخل موسوعة غينيس.
وكان فاردي جزءًا من فريق المعجزة الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016 بقيادة كلاوديو رانييري، وتُوج لاحقًا بالحذاء الذهبي وشارك في دوري أبطال أوروبا وكأس العالم.
روح الدعابة والواقعية
عرف فاردي بأسلوبه العفوي ومرحه الدائم. من ظهوره في التدريبات بزي "سبايدرمان"، إلى الحفلات الشهيرة في منزله، ومقالب لا تُنسى مع زملائه، لكنه لم يكن مجرد مهرّج غرفة الملابس، بل محارب في الملعب.
كان يُزعج الخصوم، يتعلم عبارات بلغات مختلفة ليستفز المدافعين، ويعيش من أجل لحظات الانتصار.
يقول داني سيمبسون: "إنه من أسوأ اللاعبين الذين يمكن أن تستفزه؛ لأنه سيحوّل السخرية إلى وقود لتحطيمك". ويضيف فوكس: "إنه يسحقهم بابتسامته".
ولاء نادر في زمن الاحتراف
رغم تلقيه عروضًا مغرية، أبرزها من أرسنال في 2016، رفض فاردي الرحيل عن ليستر، وفضّل البقاء في نادٍ منحه الفرصة حين تجاهله الجميع. يقول ستيف والش، مكتشفه الأول: "لن أجد أبدًا صفقة أفضل من جيمي فاردي".
واليوم، وهو اللاعب الوحيد المتبقي من تشكيلة لقب 2016، سيودع فاردي ناديه وسط تكريم خاص. ومع أن قلبه "لا يظهر المشاعر كثيرًا"، كما يقول زملاؤه، فإن لحظة خروجه من النفق برفقة أطفاله قد تكون اللحظة التي تفيض فيها مشاعره.
نهاية حقبة... وبداية أسطورة
تختم مسيرة فاردي في ليستر فصلًا فريدًا في كرة القدم الحديثة. قصة لاعب لم يتربَ في أكاديمية، بل في ملاعب الأحياء، قادته عزيمته وروحه المتقدة إلى قمة اللعبة. وهو لا يرحل فقط كهداف، بل كرمز وشخصية خلدها التاريخ.
يقول زميله السابق: "ربما لن نرى فاردي في خط هجوم ليستر بعد اليوم، لكننا سنراه دائمًا في ذاكرتنا... كأسطورة".