من موسيقى الريغيتون إلى ملاعب الدنمارك: قصة بليسد ونادي فيندسيسل

قبل بضعة أشهر فقط، كان نادي فيندسيسل لكرة القدم مجهولًا تمامًا خارج الدنمارك، تأسس عام 2005 في بلدة صغيرة شمال البلاد، في إحدى أفقر المناطق الدنماركية.
لم يكن أحد يتوقع أنه بعد عشرين عامًا، سيبرز اسمه في وسائل الإعلام العالمية بفضل استحواذه على فنان كولومبي شهير.
لطالما كانت لدى النادي الدنماركي رؤية مستقبلية طموحة: أن يصبح بوابة لكرة القدم الأوروبية لاستقطاب المواهب الجديدة من مختلف أنحاء العالم.
وفي أكتوبر الماضي، وجد هذا الحلم حليفًا غير متوقع هو ستيفن ميسا لوندونو، المعروف فنيًا باسم "بليسد".
عبر تواصل مشترك، تعرّف فنان الريغيتون الشهير ذو الشعر الأزرق على مشروع النادي الدنماركي، واندمج تمامًا مع رؤيته وأهدافه.
قال بليسد بحماس على حسابه في منصة X: "اشتريت فريق كرة قدم في الدنمارك، وسيكون هذا المشروع رائعًا حقًا. أشعر وكأنني ألعب فيفا ولكن في الحياة الواقعية. الفريق يلعب في الدرجة الثانية، وهذا بالضبط ما أردناه. أردنا فريقًا نبدأ به. نحن نلعب وضع المسيرة المهنية في الحياة الواقعية".
منذ انضمامه إلى فريق فيندسيسل إف إف، بدأ بليسد العمل على مشروعه بشكل جاد، حيث كان هدفه واضحًا؛ استقطاب الشباب من وطنه كولومبيا إلى أوروبا، وتدريبهم ومنحهم فرصة حقيقية لتحقيق حلمهم بأن يصبحوا لاعبي كرة قدم محترفين.
انطلق مع فريقه الطموح لتحقيق حلمه الأكبر؛ رؤية أحد لاعبيه يلعب في دوري أبطال أوروبا.
هذا حلم يصعب تحقيقه في كولومبيا، ليس فقط بسبب وجود مستويين فقط من كرة القدم الاحترافية والخيارات المحدودة، بل أيضًا لقلة الفرص المتاحة مقارنة بالقارة الأوروبية.
قال بليسد بعد أسابيع قليلة على نفس الشبكة الاجتماعية: "نلعب في دوري الدرجة الثانية الدنماركي. سنبذل قصارى جهدنا العام المقبل للصعود إلى الدرجة الأولى، ولماذا لا نتمكن من اللعب في دوري أبطال أوروبا في وقت ما؟".
التوقعات اصطدمت بواقع قاسٍ؛ ففي الموسم الماضي، عانى فريق فيندسيسل إف إف من خمس عشرة هزيمة، مما أدى إلى هبوطه إلى الدرجة الثالثة في الدنمارك.
ومع ذلك، لا يزال حلم بليسد راسخًا: توفير فرص حقيقية للشباب الكولومبي، ورؤية أحدهم يلعب في أوروبا يومًا ما.
ظاهرة حضرية كولومبية
وُلد بليسد، واسمه الحقيقي ستيفن ميسا لوندونو، في 27 يناير 2000 في إيتاغوي، أنتيوكيا، كولومبيا.
نشأ في ميديلين وأبدى اهتمامًا بالموسيقى الحضرية منذ صغره. قبل أن يحقق الشهرة، عمل بائعًا للحلويات في سوق مركزي لتمويل أولى إنتاجاته الموسيقية.
انطلقت مسيرته الفنية عام 2020 بأغنية "Viernes Social"، التي حققت نجاحًا واسعًا في كولومبيا.
في أكتوبر 2021، وقّع عقدًا مع شركة وارنر ميوزيك لاتينا، وأصدر ألبومه الأول "Hecho en Medellín"، الذي تضمن أغنية "Medallo"، والتي تصدرت قائمة الأغاني في كولومبيا وتجاوزت 431 مليون مشاهدة على يوتيوب.
في عام 2024، تصدّر بليسد قائمة "أفضل ألبومات الظهور الأول عالميًا" على سبوتيفاي بألبومه "Sí Sabe"، الذي تضمن تعاونات مع فنانين ناجحين مثل فيد، بيسو بلوما، وريان كاسترو.
طوال مسيرته، عمل بليسد مع منتجين بارزين مثل The Prodigiez، وشارك في الحفلات مع نجوم عالميين مثل Maluma وKarol G.
بأسلوبه الفريد والأصيل، يواصل بليسد ترسيخ مكانته كواحد من أبرز النجوم الصاعدين في موسيقى الريغيتون والفخ اللاتيني.
ربما يبدو حلم رؤية أحد لاعبيه يتألق لأول مرة في أكبر البطولات الأوروبية بعيد المنال هذه الأيام، لكن بليسد وفريقه الفني يدركون أن عليهم بذل جهد كبير لإعادة فيندسيسل إلى دوري الدرجة الأولى الدنماركي.