براون: نهاية المنافسة على لقب بطولة العالم هذا العام "وحشية"

قال زاك براون رئيس فريق مكلارين للفورمولا 1 صباح السبت في سباق الجائزة الكبرى الأمريكي إنه يتوقع أن تكون نهاية المنافسة على لقب بطولة العالم هذا العام "وحشية".

وثبتت صحة كلمات براون في غضون ساعتين من نطقها بطريقة قال الأمريكي عدة مرات إنه يتوقع حدوثها هذا العام ولكنه بالتأكيد لم يكن يتصورها عندما قالها.

وتعرض سائقاه أوسكار بياستري ولاندو نوريس لحادث في المنعطف الأول من السباق في أوستن، وحقق ماكس فيرستابن سائق ريد بول فوزا مريحا.

وحصد فيرستابن بفضل ذلك ثماني نقاط على سائقي مكلارين، ثم أضاف بطل العالم أربع مرات الملح إلى جراح منافسيه بعد حصوله على مركز أول المنطلقين في سباق الجائزة الكبرى.

وسيصطف نوريس بجانب فيرستابن في الصف الأمامي. كان الفارق ضئيلاً للغاية، إذ بلغ 0.291 ثانية، مما زاد من قلق مكلارين، إذ لم يتمكن فيرستابن من تحقيق جولة ثانية بسبب ازدحام المرور في لفته الخارجية، ما حال دون وصوله إلى خط النهاية قبل انتهاء الجولة.

وتأهل بياستري، الذي عانى في أوستن هذا الأسبوع، في المركز السادس، بفارق 0.283 ثانية إضافية عن أقرب منافسيه.

وفاز فيرستابن باثنين من السباقات الثلاثة الماضية، واحتل المركز الثاني في السباق الآخر، الذي فاز به جورج راسل سائق مرسيدس في سنغافورة قبل أسبوعين.

وحسم فريق مكلارين لقب الصانعين للمرة الثانية على التوالي في سنغافورة قبل ستة سباقات من النهاية، لكن مستواه المتميز الذي قدمه في بداية الموسم تراجع. لم يتفوق أي سائق من مكلارين على فيرستابن منذ سباق جائزة هولندا الكبرى في نهاية أغسطس، أي قبل أربعة سباقات.

ولم يتراجع فريق مكلارين أبدا عن اعتقاده بأن فيرستابن لا يزال في معركة اللقب، حتى مع فوزه باثنين فقط من أول 15 سباقا في الموسم.

وفي ذلك الوقت، بدا الأمر أشبه بتصريحاتٍ تلجأ إليها فرق الفورمولا 1 لضمان تركيزها الجماعي، لا انعكاسًا للوضع التنافسي. فجأةً، بدأ الأمر يبدو حقيقيًا جدًا.

وقال براون في مقابلة مع بي بي سي سبورت "هذا الرجل ماكس لا يلين".

وأضاف "أنا أكثر تركيزًا على ضمان عدم توريطه في اللعبة أكثر مما هو عليه بالفعل، لأن هدفنا هو إنهاء بطولة السائقين بالمركزين الأول والثاني، ومنح رفاقنا فرصة متساوية لتحديد من الأول ومن الثاني. ما لا نريده حقًا هو أن يتدخل ماكس في متعتنا".

وهيمنت الواقعة بين سائقي فريق مكلارين على أحداث سباقات اليوم السبت في حلبة الأمريكتين.

وكان رد فعل أبطال العالم هادئا، كما فعلوا في كل لحظة صعبة هذا العام، بما في ذلك الاصطدام الذي حدث بينهم في اللفة الأولى في سنغافورة.

وأشار براون ومدير فريق مكلارين أندريا ستيلا بأصابع الاتهام إلى السائقين اللذين كانا على الجانب الداخلي من بياستري في المنعطف الأول، نيكو هولكنبرج سائق ساوبر وفرناندو ألونسو سائق أستون مارتن.

ومن المثير للاهتمام أن نوريس فعل الشيء نفسه، وأصر على أن بياستري "تعرض للضرب".

وقال بياستري "بالنسبة لي، إنها حادثة سباق. كنت بعيدًا جدًا عن القمة، وكانت السيارات خلفي تتجه إلى عمق كبير في المنعطف".

وأضاف "هل كان بإمكاني فعل شيء مختلف؟ ربما نعم، لكن كان من الممكن أن أسمح بمرور سيارتين أو ثلاث".

وتابع "لا يمكننا الاكتفاء بالقيادة حول الجزء الخارجي من المسار وترك الجميع يستغلون كل المساحة."

واتفق معظمهم معه على أن ما حدث كان بمثابة حادث سباق، وهو نفس النوع من الأشياء التي يمكن أن تحدث في هذا المنعطف الأول، مع مدخله الواسع والصاعد الذي يؤدي حتماً إلى تأثير الأكورديون في منتصف المنعطف.

ولكن من الممكن أن نتمسك بهذا الرأي في الوقت نفسه الذي نختلف فيه مع موقف ماكلارين وبياستري.

بعد التصفيات، سُئل نوريس عما إذا كان فريق مكلارين قد راجعها، وما رأيه فيها الآن.

وقال "سيتم مراجعته. ربما يستغرق الأمر وقتًا أطول لفهم كل شيء، قبل التصفيات والسباق، ليس الوقت الأمثل".

وأضاف "سأُراجع الأمور لفهم بعض الأمور الأخرى غير ذلك. لا أستطيع فعل شيء. عليّ فقط أن أواصل العمل وأقوم بعملي الخاص".

وتابع "لقد كان وقتًا صعبًا ولكنني قلت ما قلته ولن أضيف المزيد."

وقال ستيلا إن الفريق أجرى "بعض المحادثات مع لاندو وأوسكار لكن الأمر الأساسي كان يتعلق بإعادة ضبط الأمور"، مؤكدا أن التركيز على التصفيات كان مهما.

وأضاف "سوف نقوم بمراجعة الأمر في الوقت المناسب، وسوف نفعل ذلك بشكل تعاوني، وسوف نقوم جميعًا بالتقييم الصحيح".

وتابع "ما قلته مباشرة بعد السباق هو أن القليل من الحكمة من جانب السائقين الذين يتمتعون بخبرة كبيرة، خاصة عندما يكونون في وضع جيد، كان ليكون مفيدًا، ويمكنني أن أؤكد أن هذا لا يزال رأيي".

وتسبب الحادث وفوز فيرستابن اللاحق في تقليص الفارق بين البطل أربع مرات وبياستري إلى 55 نقطة، بينما أصبح الآن متأخرا بفارق 33 نقطة عن نوريس.

وكان الأسترالي متقدمًا على فيرستابن بفارق 104 نقاط بعد سباق هولندا في 31 أغسطس، لذا فقد تآكل ما يقرب من نصف هذا الفارق في ثلاثة سباقات جائزة كبرى وسباق سرعة واحد. لا يزال هناك ستة سباقات وسباقان سريعان قادمان.

وفي الظروف العادية، يبدو من المحتم أن يخسر بياستري المزيد من الأرض أمام فيرستابن يوم الأحد في تكساس. لدى نوريس فرصة للتقدم، ولكن كما أشار، لم تبدُ سيارة مكلارين قادرة على التفوق على فيرستابن في أي وقت من نهاية هذا الأسبوع.

وقال نوريس "سيكون الأمر صعبًا. كنا نأمل أن نتعلم الكثير في سباق السرعة فيما يتعلق بإعدادات السيارة من التصفيات وحتى السباق، ونأمل أن نجري بعض التعديلات، لكن الأمور لم تسر كما خططنا لها، لذا نحن بالتأكيد في موقف دفاعي. لكننا لن نتخذ من ذلك عذرًا لسباق الغد".

وأضاف "من الواضح أننا لن نكون بسرعة ريد بول، لذا علينا أن نكون راضين بالمركز الثاني. الأمر لا يتعلق بالفوضى والهراء الذي يخلقه الجميع".

وتابع "لم تكن أيام السبت جيدة أبدًا هذا العام، لذا آمل أن نتمكن من تحسينها غدًا وأن نكون أسرع قليلًا".

وأردف "عليّ أن أكون متفائلاً. كل لفة قطعناها اليوم كانت متأخرة عن ماكس بفارق ٠.٣-٠.٥ ثانية، لذا سيكون من الصعب جدًا قلب هذا الفارق. أنا متأكد من أنه لو كان ماكس قد أنهى لفته الأخيرة، لكان أسرع بكثير على أي حال".

وواصل "كانوا سريعين في العديد من السباقات مؤخرًا. لقد قدموا أداءً ممتازًا، ويبدو أنهم لحقوا بنا قليلًا. ليس كثيرًا، بل يكفي ليتقدموا علينا باستمرار. ومن ثم، يمكنك الحصول على المزيد من الفرص، وبالطبع ماكس بارع في استغلالها على أكمل وجه".

وفي الوقت نفسه، اعترف ستيلا بأن فريق مكلارين أصبح أكثر وعيا بمدى قوة فيرستابن خلال ما تبقى من الموسم.

وأضاف "كنت أتوقع فارقًا أصغر هنا، إن وُجد، لذا علينا النظر إلى الحقائق والأرقام، وبموضوعية، لم نستغلّ بالضرورة أقصى أداء متاح في السيارة اليوم".

وتابع "لكننا بحاجة إلى أن نكون مستعدين كفريق وكسائقين لأن تكون سيارة ماكس وريد بول قادرة على المنافسة وربما الأسرع في كل من السباقات المتبقية."