ميزانو تبتسم لبيزيكي وتُربك حسابات البطولة

لم يكن أحد يتوقع هذا التحول الدراماتيكي، لكن في سباقات موتو جي بي، لا مجال للاستهانة بأي تفصيل، فبعد أن سيطر مارك ماركيز على جميع سباقات السرعة خلال موسم 2025، جاءت المفاجأة في اللحظة التي اعتُبرت "الأسهل" ضمن السباق: المرحلة التي كاد يحسم فيها اللقب. لكن التماسك الزائد قد يخونك حين لا تتوقع، وهذا ما حدث في المنعطف الخامس عشر الحاسم على حلبة ميزانو، حين تسبب انتقال الوزن وانخفاض درجة حرارة الجدار الجانبي للإطار في فقدانه السيطرة وسقوطه على الأسفلت، بعد لحظات فقط من توليه الصدارة وبدئه الهجوم.

لأول مرة في 16 سباق سرعة، لم يكن النصر من نصيب ماركيز ولا دوكاتي. إذ تمكن ماركو بيزيكي، سائق أبريليا، من كسر سلسلة انتصارات دوكاتي التي امتدت إلى 29 سباقًا.

وفي الوقت الذي ارتطم فيه مارك ماركيز بالحواجز، علت هتافات الجماهير كما لو أنهم يحتفلون بهدف في مباراة ديربي، متناسين أن هذه ليست مباراة كرة قدم، بل رياضة خطرة قد تُودي بحياة الرياضيين.

كان أليكس ماركيز بحاجة ماسة للفوز، وهو السباق الثاني له هذا الموسم، بعد انتصاره في جائزة أوستن الكبرى، لكنه لم يستطع مجاراة بيزيكي، واكتفى بالمركز الثاني، خاسرًا نقطة ثمينة كانت لتؤخر تتويج شقيقه.

في سباق السرعة الذي يحمل الرقم 73، أنهى أليكس السباق في المركز الحادي عشر، فيما جاء بانيايا ثالث عشر، دون نقاط للمرة الثانية على التوالي، ما جعل مارك يقترب أكثر من حسم المركز الثاني، مع خروج بيكو حسابيًا من صراع اللقب، ليُصبح التتويج مسألة وقت فقط لمارك ماركيز.

كان يوم السبت بمثابة الفرصة الأولى لمارك ماركيز لحسم لقب اليابان، إذ كان يحتاج إلى ثلاث نقاط فقط، ولو لم يخسر عشر نقاط أمام أليكس في سباق السرعة، لكان قد حسم الأمور. لكن الضغط كان كبيرًا، إذ كان محاطًا بدراجين من أكاديمية فالنتينو روسي وفريق VR46، على حلبة ميزانو التي تُعد أرضهم وتُستخدم لتدريباتهم. بدا أن الخطة كانت منع ماركيز من التقدم وتسهيل انطلاقة بيزيكي، لكنه دخل السباق بعزيمة واضحة.

ليست هذه المرة الأولى التي ينطلق فيها مارك ماركيز من المركز الرابع في عطلة نهاية أسبوع واحدة. ففي سيلفرستون، حقق المركز الثاني في سباق السرعة والثالث في السباق الرئيسي، لكنه سبق أن فاز في أسن وسبيلبرغ.

كما يُعد ماركيز أكثر الدراجين فوزًا على حلبة ميزانو في الفئة الأولى، بخمسة انتصارات (2015، 2017، 2019، 2021، وآخرها في 2024)، بين هوندا سابقًا ودوكاتي غريسيني حاليًا.

وفي السباق، نجح بيزيكي في الحفاظ على الصدارة، رغم الضغط الذي سببه له أليكس ماركيز في المنعطف الأول.

أما مارك، فانطلق بقوة ليتجاوز السائق الإيطالي بخطوة محسوبة داخلية في اللفة الثالثة، متجاوزًا شقيقه أيضًا، ومع التقدم، انفرد مارك وبيزيكي بالصدارة، بفارق أعشار قليلة، وسط محاولات أليكس للحاق بهما.

لكن في اللفة الرابعة، رفع بيزيكي وتيرته مستفيدًا من ارتفاع حرارة الإطار الأمامي لمارك، ونجح في التقدم بفارق ستة أعشار من الثانية.

في الخلف، سقط فابيو كوارتارارو، فيما تقدم دي جيانانتونيو وموربيديلي من فريق VR46 إلى مراكز متقدمة.

رغم ذلك، لم يهنأ بيزيكي بالراحة طويلاً، فقد عاد ماركيز سريعًا إلى المعركة، متقدمًا في اللفة السادسة في ما بدا وكأنه حسم مؤقت للسباق، إلا أن كل شيء انهار في المنعطف الخامس عشر، حيث فقد ماركيز التوازن وتجاوز الحد الأقصى للزاوية، ليسقط في أحد أكثر المنعطفات خطورة على الحلبة، وينسحب من السباق – في أول انسحاب له منذ سباق أوستن. لتعلو الهتافات مجددًا في ميزانو احتفالًا بسقوط البطل.

واصل بيزيكي سيطرته على السباق، منهياً إياه بفارق أربعة أعشار من الثانية عن أليكس ماركيز، الذي لم ينجح في تقليص الفارق رغم مطاردته اللصيقة.

وبرغم مرارة عدم التتويج، فإن مارك ماركيز لا يزال الأقرب للقب، بينما وجد أليكس بعض العزاء على منصة التتويج، متجاوزًا آثار حادثة سباق السرعة في مونتميلو، ومقدّمًا واحدة من أفضل عطلات نهاية الأسبوع له هذا الموسم.